حديث الروح وخلجات النفس ..... الجزء السابع :
( بعد أن ألقى الشيخ " محمد الغزالي " على سامعيه والمتحلقين حوله في مسجد حفيد رسول الله ، ذلك الحديث الشريف الذي يعتبره مقياسا لمقام وقيمة النفس التى أودعها الله تعالى في ذرية آدم عليه السلام ، والذي يقول بنص كلمات رسول الله " لايؤمن أحدكم ، حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " أمعن الشيخ النظر في من حوله ، مستطلعا استقبالهم لكلماته .... ففي ضوء اختيار الانسان لما هو مخير فيه تتحدد منزلته ويعرف الى أي مصير ينتظره وياؤول اليه ، هل هو من البشرية عامة أم من الانسانية خاصة ؟؟؟؟ ، فقد ألمح الشيخ بان ثمة فرق كبير بين أن تكون ، ابن الطبيعة البشرية أو واحد ممن ينتمون الى الانسانية ، فالاولى هي الأثرة والأنانية والامتلاك والاكتناز ، فيما الثانية ، هي العطاء والوفاء والنقاء ومن هم يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصا ....
تطلع شيخنا ممهدا لكمال حديثه بكمال المثل الذي يريد أن يكون واضحا عند سامعيه ، وعادة ماكان الشيخ يأخذ بمنهج مزج الفكرة بالنموذج ، التنظير بالتطبيق ، لكي يستقر المعنى في الأرواح قبل الأذهان ..... سكت برهة ثم قال : أحبائي هل تذكرون كيف ساوى الرسول " محمد " عليه الصلاة والسلام ، بين أهل المدينة من الأنصار ، فقراء وميسوري الحال ، وبين المهاجرين القادمين من مكة فارين بدينهم ومستنجدين بنصرتهم ؟؟؟،،،، المساواة بلغت حدا لم تبلغه أعتى النظم وأشدها عدلا , نموذج ومثال لم نعرف له في التاريخ مثيلا ولا قرينا ، فقد قام على قاعدتي التقوى والمحبة ، أي صحيح الايمان ، أذ شارك الجميع في ارساء دولة العدل ، ولم يعد هناك فرق بين وافد ومقيم ، فجميعهم أمام الله سواء ، هؤلاء يأحبائي من خرج منهم وبعد حين من يصفهم الله تعالى في محكم أياته " ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون " ولكي يضع الشيخ الجليل ، تلك الآية المباركة في موضعها من الايضاح والتفسير لجأ الى حديث عن الخليفة العادل " عمر بن الخطاب " ناقلا اياه عن حبيبه رسول الله ، ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ان من عباد الله عبادا ما هم بأنبياء ولا شهداء ، تغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله تعالى ) قيل : يارسول الله : خبرنا من هم وما أعمالهم فلعلنا نحبهم ، قال : هم قوم تحابوا في الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطون بها ، فوالله ان وجوهم لنور وانهم على منابر من نور لا يخافون اذا خاف الناس ولا يحزنون اذا حزن الناس ثم قرأ : ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) ..... سكت الشيخ " محمد الغزالي " وكانه بلغ مبلغه ووصل غايته من الايضاح ، غير أنه حاول أن تكون المعاني مستقرة عند مستمعيه ، فقد أضاف للمعنى الوارد في حديث رسول الله ما يقرب النموذج والمثال ، فقال " تلاحظون في هذا الحديث ثلاثة مستويات يكمل بعضها بعض ، الأول : أن هؤلاء الناس التقوا على محبة الله بغير مصلحة ولا عصبية رحم أو صلة قرابه ، المستوى الثاني ، أن هيئتهم ووجوهم وسمتهم من نور ، ويرتقون في الحياة على منابر من نور ، مما يعني أن كلماتهم وسلوكهم هو الهداية ذاتها ولا تثريب " تم توقف الشيخ ليأخذ بعض من قطرات الماء ليكمل به حديثه الموعود بالفتح الرباني ، وسط حضور لا يشغله شئ مما يدور خارج جدران مسجد حفيد رسول الله ، فالملائكة الحاضرين مجلس العلم هذا يدركون كم هي نعمة تلك التي اختصها بها الله هذا الجمع من الناس ...
المهم استكمل الشيخ حديثه ، قائلا : توقفنا يأحبائي عند المستوى الثالث من حديث سيد الخلق ، أقول لكم " اذا كان المستوى الأول هم أن محبة الله هي العروة الوثقى لهؤلاء الأتقياء الصالحين ، والمستوى الثاني ، أن هيئتهم وسلوكهم من نور، فان المستوى الثالث هو ما يتعلق بذلك الجزء المنتظرمن مسيرة العمل الصالح وسلوك طريق الحق وان قلٌ سالكيه ، فهم لا يخشون ولا يخافون شيئا في حياتهم الدنيا ، أما الآخرة فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، فهم في نعمة ونعم المنزلة ،فكيف يحزنون ، هم أصحاب النفس المطمئنة التي ترجع الى ربها راضية مرضية بعد أن تدخل في عباده ، وهنا ألقى الشيخ على من أحاط به وأطلق السمع خاضعا لما يقول ، تلك الآية الكريمة التي يعد الله عز وجٌل بها عباده الخاشعين الصالحين بنعيم جنته " يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي " صدق الله العظيم .....
وبعد قليل من الصمت واستطلاع من الشيخ لمعرفة مدى ما وصله الحضور من الاستيعاب والتسليم ، قال الشيخ طارحا على الجمع سؤالا ، ولأنه من العلماء الأتقياء لم يجعل سؤاله اختبارا او امتحانا ، ... قال ، تعرفون جميعا الفرق بين عباد الله وعبيد الله ؟؟؟؟ ... لم يترك سيد العلماء فرصة للاختيار لمن يستمع اليه ، فلا يريد أن يضعهم موضع تجربة ،حيث سارع بالاجابة على سؤاله " كلنا يأحبائي عبيد الله ، ولكن ليس كلنا عباد الله ، عبيد الله هم كل الخلق المؤمن والكافر ، أما عباد الله فهم المؤمنون الموحدون الخاشعون العابدون ... الا أنهم درجات ، فمنهم من هو جالس بيننا ومنهم من ندعو له بالصلاح وحسن المآل ، وغيرهم اختصهم الله برحمته ، وكثير منهم يعيش على الخير ويموت عليه ، لكن من ضمن هؤلاء خاصة الخاصة ، الذين لا نعرفهم ولا هم يعرفون حجم ومقدار النعمة التي يرفلون فيها ، خشية في الله ومحبة في الخالق والا خرجوا عن طبيعتهم البشرية والانسانية معا ؟؟؟ ...، هم من أعطى الله لهم بعض من مفايتح علمه اللدني ، هم من ذكرهم القرآن الكريم في محكم آياته ، هم في منزلة تلامس بركة الأنبياء ومنزلتهم ، لكنهم ليسوا بانبياء ولا أصحاب رسالة ، هم نور هداية ومصابيح ضوء نبدد بها ظلمة الغفلة ونمحو بها عواصف الغرور ، وتعود بها النفس القلقة واللاوامة الى سابق عهدها التي فطر الله الخلق عليها ، تلك التي أسماها رسولنا الهادي الرشيد " الفطرة السمحاء " التي عليها نبعث اذا كنا أصحاب هداية أو لم نلامس الذنوب ما ظهر منها وما بطن ؟؟؟!!!
سكت شيخنا فجأة وكأنه يحضر لما هو أهم في حديثه المختار ....بادئا ما عزم على الحديث فيه بسؤال بعد ثوان من الصمت قائلا ،" أحبائي هل تعرفون من هم في منزلة تلامس منزلة الأنبياء ، ولكن ليسوا بأنبياء ؟؟؟؟
بدا الحضور وفي ضوء تجاربهم مع الشيخ في طريقة طرح الاسئلة وقيامه بالاجابة عليها ، أصحاب مدرسة " اذا كان الكلام من فضة ، فالسكوت من ذهب " .....ونحن ورغم أننا من أصحاب تلك المدرسة في حضرة سيد العلماء ،الا أننا أيضا من أتباع رسول الله الداعي على صعيد العلم " بأن نأخذ منه من المهد الى اللحد " بل نذهب اليه حتى لو "كان في الصين " ؟؟؟!!!
صلاح زكي أحمد .... 3=3=2013
( بعد أن ألقى الشيخ " محمد الغزالي " على سامعيه والمتحلقين حوله في مسجد حفيد رسول الله ، ذلك الحديث الشريف الذي يعتبره مقياسا لمقام وقيمة النفس التى أودعها الله تعالى في ذرية آدم عليه السلام ، والذي يقول بنص كلمات رسول الله " لايؤمن أحدكم ، حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " أمعن الشيخ النظر في من حوله ، مستطلعا استقبالهم لكلماته .... ففي ضوء اختيار الانسان لما هو مخير فيه تتحدد منزلته ويعرف الى أي مصير ينتظره وياؤول اليه ، هل هو من البشرية عامة أم من الانسانية خاصة ؟؟؟؟ ، فقد ألمح الشيخ بان ثمة فرق كبير بين أن تكون ، ابن الطبيعة البشرية أو واحد ممن ينتمون الى الانسانية ، فالاولى هي الأثرة والأنانية والامتلاك والاكتناز ، فيما الثانية ، هي العطاء والوفاء والنقاء ومن هم يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصا ....
تطلع شيخنا ممهدا لكمال حديثه بكمال المثل الذي يريد أن يكون واضحا عند سامعيه ، وعادة ماكان الشيخ يأخذ بمنهج مزج الفكرة بالنموذج ، التنظير بالتطبيق ، لكي يستقر المعنى في الأرواح قبل الأذهان ..... سكت برهة ثم قال : أحبائي هل تذكرون كيف ساوى الرسول " محمد " عليه الصلاة والسلام ، بين أهل المدينة من الأنصار ، فقراء وميسوري الحال ، وبين المهاجرين القادمين من مكة فارين بدينهم ومستنجدين بنصرتهم ؟؟؟،،،، المساواة بلغت حدا لم تبلغه أعتى النظم وأشدها عدلا , نموذج ومثال لم نعرف له في التاريخ مثيلا ولا قرينا ، فقد قام على قاعدتي التقوى والمحبة ، أي صحيح الايمان ، أذ شارك الجميع في ارساء دولة العدل ، ولم يعد هناك فرق بين وافد ومقيم ، فجميعهم أمام الله سواء ، هؤلاء يأحبائي من خرج منهم وبعد حين من يصفهم الله تعالى في محكم أياته " ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون " ولكي يضع الشيخ الجليل ، تلك الآية المباركة في موضعها من الايضاح والتفسير لجأ الى حديث عن الخليفة العادل " عمر بن الخطاب " ناقلا اياه عن حبيبه رسول الله ، ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ان من عباد الله عبادا ما هم بأنبياء ولا شهداء ، تغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله تعالى ) قيل : يارسول الله : خبرنا من هم وما أعمالهم فلعلنا نحبهم ، قال : هم قوم تحابوا في الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطون بها ، فوالله ان وجوهم لنور وانهم على منابر من نور لا يخافون اذا خاف الناس ولا يحزنون اذا حزن الناس ثم قرأ : ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) ..... سكت الشيخ " محمد الغزالي " وكانه بلغ مبلغه ووصل غايته من الايضاح ، غير أنه حاول أن تكون المعاني مستقرة عند مستمعيه ، فقد أضاف للمعنى الوارد في حديث رسول الله ما يقرب النموذج والمثال ، فقال " تلاحظون في هذا الحديث ثلاثة مستويات يكمل بعضها بعض ، الأول : أن هؤلاء الناس التقوا على محبة الله بغير مصلحة ولا عصبية رحم أو صلة قرابه ، المستوى الثاني ، أن هيئتهم ووجوهم وسمتهم من نور ، ويرتقون في الحياة على منابر من نور ، مما يعني أن كلماتهم وسلوكهم هو الهداية ذاتها ولا تثريب " تم توقف الشيخ ليأخذ بعض من قطرات الماء ليكمل به حديثه الموعود بالفتح الرباني ، وسط حضور لا يشغله شئ مما يدور خارج جدران مسجد حفيد رسول الله ، فالملائكة الحاضرين مجلس العلم هذا يدركون كم هي نعمة تلك التي اختصها بها الله هذا الجمع من الناس ...
المهم استكمل الشيخ حديثه ، قائلا : توقفنا يأحبائي عند المستوى الثالث من حديث سيد الخلق ، أقول لكم " اذا كان المستوى الأول هم أن محبة الله هي العروة الوثقى لهؤلاء الأتقياء الصالحين ، والمستوى الثاني ، أن هيئتهم وسلوكهم من نور، فان المستوى الثالث هو ما يتعلق بذلك الجزء المنتظرمن مسيرة العمل الصالح وسلوك طريق الحق وان قلٌ سالكيه ، فهم لا يخشون ولا يخافون شيئا في حياتهم الدنيا ، أما الآخرة فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، فهم في نعمة ونعم المنزلة ،فكيف يحزنون ، هم أصحاب النفس المطمئنة التي ترجع الى ربها راضية مرضية بعد أن تدخل في عباده ، وهنا ألقى الشيخ على من أحاط به وأطلق السمع خاضعا لما يقول ، تلك الآية الكريمة التي يعد الله عز وجٌل بها عباده الخاشعين الصالحين بنعيم جنته " يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي " صدق الله العظيم .....
وبعد قليل من الصمت واستطلاع من الشيخ لمعرفة مدى ما وصله الحضور من الاستيعاب والتسليم ، قال الشيخ طارحا على الجمع سؤالا ، ولأنه من العلماء الأتقياء لم يجعل سؤاله اختبارا او امتحانا ، ... قال ، تعرفون جميعا الفرق بين عباد الله وعبيد الله ؟؟؟؟ ... لم يترك سيد العلماء فرصة للاختيار لمن يستمع اليه ، فلا يريد أن يضعهم موضع تجربة ،حيث سارع بالاجابة على سؤاله " كلنا يأحبائي عبيد الله ، ولكن ليس كلنا عباد الله ، عبيد الله هم كل الخلق المؤمن والكافر ، أما عباد الله فهم المؤمنون الموحدون الخاشعون العابدون ... الا أنهم درجات ، فمنهم من هو جالس بيننا ومنهم من ندعو له بالصلاح وحسن المآل ، وغيرهم اختصهم الله برحمته ، وكثير منهم يعيش على الخير ويموت عليه ، لكن من ضمن هؤلاء خاصة الخاصة ، الذين لا نعرفهم ولا هم يعرفون حجم ومقدار النعمة التي يرفلون فيها ، خشية في الله ومحبة في الخالق والا خرجوا عن طبيعتهم البشرية والانسانية معا ؟؟؟ ...، هم من أعطى الله لهم بعض من مفايتح علمه اللدني ، هم من ذكرهم القرآن الكريم في محكم آياته ، هم في منزلة تلامس بركة الأنبياء ومنزلتهم ، لكنهم ليسوا بانبياء ولا أصحاب رسالة ، هم نور هداية ومصابيح ضوء نبدد بها ظلمة الغفلة ونمحو بها عواصف الغرور ، وتعود بها النفس القلقة واللاوامة الى سابق عهدها التي فطر الله الخلق عليها ، تلك التي أسماها رسولنا الهادي الرشيد " الفطرة السمحاء " التي عليها نبعث اذا كنا أصحاب هداية أو لم نلامس الذنوب ما ظهر منها وما بطن ؟؟؟!!!
سكت شيخنا فجأة وكأنه يحضر لما هو أهم في حديثه المختار ....بادئا ما عزم على الحديث فيه بسؤال بعد ثوان من الصمت قائلا ،" أحبائي هل تعرفون من هم في منزلة تلامس منزلة الأنبياء ، ولكن ليسوا بأنبياء ؟؟؟؟
بدا الحضور وفي ضوء تجاربهم مع الشيخ في طريقة طرح الاسئلة وقيامه بالاجابة عليها ، أصحاب مدرسة " اذا كان الكلام من فضة ، فالسكوت من ذهب " .....ونحن ورغم أننا من أصحاب تلك المدرسة في حضرة سيد العلماء ،الا أننا أيضا من أتباع رسول الله الداعي على صعيد العلم " بأن نأخذ منه من المهد الى اللحد " بل نذهب اليه حتى لو "كان في الصين " ؟؟؟!!!
صلاح زكي أحمد .... 3=3=2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق