الخميس، 23 يوليو 2015

جمال زكي

رسالة حب الى جمال صلاح زكي 
*********************************
في يوم عيد ميلاده : 
********************
( .... في يوم ما من شهر يونية من عام مضى ، من سنوات خّلت ... أشرقت دنيا عائلتي بقدوم من أحببته حبين : حب الدم والروح والنفس ، وحب النقاء والابداع والعطاء وإنكار الذات ....
الحب الأول هو " حبّ الهوى " أما الحب الثاني : فهو الحبّ الخالص لأن "جمال زكي " أهل لذاك ... 
***************
رحلتي كأب مع  "جمال " يطول شرحها ......
أما رحلتي مع " جمال " كصديق تُختصر في كلمة واحدة ، وهى ما يصف بها أهل الصوفية من يجدون في أرواحهم وطباعهم ما يجعلهم من أهل الحبّ والعشق الالهي ، أنهم من أهل " الحب والحظوة " والتي تبدأ بثلاثة مراحل هي : " المحبة والحلول والتوحد " ....

**********
جمال يا صديقي أقول لك : 
إن مراحل الحب عند الصوفية وأهلها تبدأ بالمحبة ، وتنتهي بالتوحد ، وتمر بالحلول ...
******
ولأنك تحب الناس الى حد العشق ، فان الله يُحبكّ  ، لانه يُحِب  من يُحِب خلقه وعباده ، وكل كائناته الحية من نبات وحيوان ، وحتى جماد ...
**********
جمال : ياصديقي أنت ممن اصطفيت في حبه ، وأخلصت في نُصحه ، وأعطيت بقدر ما وسعني الجهد أن أعطيك ، ولذلك فاني أرىّ  فيك محبتي لله ، فنحن على درب الحب سائرون ، على درب العشق الالهي الذى هو أهل لذاك ، حبّ الله  الذي هو أهل لكل حب وطاعة وتسليم ....
أما حبّ الناس ، يا جمال ، وهو حبّ الهوى فقد أخّلصت فيه الى حد العشق !!!!
 أخلصت في مّحبتهُم  ، حتى أطاح بك الوّجد الى حيث أنت !!!...)
**************
صلاح زكي أحمد 
الصديق والأب ....
القاهرة في ٢٥ يونية ٢٠١٥
Gamal S. Zaki

معرض الكتاب

زيارة جديدة لمعرض الكتاب ..... خواطر حاضرة من زمن مضى :
( .... للأستاذ " محمد حسنين هيكل " رئيس التحرير التاريخي لجريدة الأهرام المصرية كتاب جميل ، عنوانه " زيارة جديدة للتاريخ " جاء فيه على حوارات هامة جرت على طوال سنوات عمره المديد بإذن الله مع زعماء وقادة وساسة كبار ، عددهم سبعة شخصيات كان لها بصمة على تاريخ العالم في أكثر من مجال ، منهم العالم العظيم " ألبرت آنشتين " وزعيم الهند الكبير " جواهر ٠ل٠نهرو " و شاه " ايران السابق " محمد رضا بهلوي " والفيلد مارشال " مونتجمري "القائد البريطاني  لمعركة العلمين خلال الحرب العالمية الثانية وآخرين .... 
تذكرت هذا الكتاب الرائع ، والذي قرأته منذ سنوات طوال ، وأنا أخطو خطوتي الأولى لمعرض الكتاب الدولي في دورته الخامسة والأربعين ، فلم أشاهد منذ نحو ثلاثين عاما هذا العمل الثقافي الكبير طوال تلك السنوات ، فقد غادرت القاهرة ومصر في نهاية عام ١٩٨٣ ، لعمل ثقافي له طابع عربي وقومي ، وعند عودتي السنوية الى أرض الوطن في شهور الصيف ، لا يجري خلالها هذا النشاط الثقافي والمعرفي ، ومن هنا كان معرض عام ٨٣ هو آخر ما شاهدته عيني من كتب في بلدي ووطني ...
وهنا بدت لي المقارنة بين الزمن  الراهن وذلك الذي مضى واجبة  ، فقد كنت محظوظا أن شاهدت الدورة الأولى من معرض القاهرة ، كان ذلك في عام ١٩٦٩ بعد عامين من هزيمة ٦٧ ، وكانت وزارة الثقافة وقتها تحت رئاسة وزيرها المثقف الكبير الدكتور ثروت عكاشة  تحتفل  بمرور ألف عام على قيام وانشاء مدينة القاهرة ورئيسة الهيئة العامة للكتاب وقتها الدكتورة سهير  القلماوي  ورئيس البلاد حينها جمال عبد الناصر ، كان الزمن ، زمن حرب ، فقد بدأت حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية في مارس من نفس العام واستشهد قائد تلك الحرب الفريق عبد المنعم رياض في يومها الأول .... التاسع من مارس من نفس العام .... 
رغم تلك التحديات والمصاعب الجلل ، لم يأتي المعرض على نحو خجول أو متواضع ، بل كان بمثابة صرخة بالحياة لوطن لا يهزم وأمة لا تعرف الانكسار ، كانت الصحف تحمل في عناوينها الرئيسية أخبار الحرب مترافقة مع آخر أخبار معرض الكتاب ...
كان المعرض وقتها مقاما في أرض المعارض في منطقة الجزيرة ، التي يقام عليها الأن " دار الأوبرا المصرية " موزعا على عدد من القصور الرائعة في مبانيها وفخامتها وجمالها ، كانت تحفة في فن العمارة الكلاسيكية الراقية ، والتي هدم بعضها للأسف الشديد لبناء المبنى الحالي للأوبرا المصرية ، كانت القصور تلك في هذا الوقت متقاربة يفصل بين الواحد والآخر مسافات محدودة وقصيرة ، ويسمى كل منها " سرايا " وهو الاسم التركي على ما أظن الذي يطلق على القصر ، وهو ما يساعد زوار المعرض على التنقل بسهولة من مكان إلى مكان دون مشقة كما هو الحال الأن ، فالمعرض الحالي المقام في أرض المعارض بمدينة نصر على مساحة واسعة للغاية ، وأجنحة المعرض كثيرة جداً ، ومن الصعب زيارة كل أجنحته مما يترتب عليه ضياع الجهد في البحث عن كتاب معين تريد اقتناءه من دار نشر بعينها ، فحسب ظني ليست هناك خريطة تفصيلية بأماكن وأجنحة الكثير من  دور النشر ، ولم تتدارك  اللجنة المشرفة هذا الخلل طوال السنوات الماضية التي شهدها معرض الكتاب في موقعه الحالي بمدينة نصر ، فقد ذهبت للبحث عن بعض دور النشر التي أعرف قيمتها الثقافية والمعرفية ، سواء مصرية أو غير مصرية ، فحارت بي السبل ، ولم تساعدني قدرتي على السؤال ، فضلا عن بصمات الزمن الصحية ، في الوصول إلى المبتغى !!!  
معرض عام ٦٩ كانت البصمة المعرفية الماثلة لكل الحضور من زواره  تدور حول " الحرب بكل أشكالها من حرب تقليدية وحرب ثورية وسبل  حشد الجماهير وإعادة بناء الجيوش بعد معارك النصر والهزيمة، فضلا عن الدراسات الجادة التي قدمتها مراكز بحثية عربية ومصرية مرموقة عن إسرائيل بكل مكوناتها الحزبية والسياسية والعسكرية ، وهو الأمر الذي بدا مختلفا في الدورة الحالية لمعرض الكتاب ، إذ توزعت العناوين على الإسلام السياسي وجماعة الإخوان المسلمين ودورها التخريبي على مر العهود ، فضلا عن الثورة المصرية في ٢٥ يناير ٢٠١١ التي أسقطت حسني مبارك و٣٠ يونيو ٢٠١٣ التي أطاحت بحكم الإخوان في مصر ....
بطبيعة الحال لم تكن تلك هي الصفة الطاغية فيما هو معروض من كتب ، فثمة أعمال ثقافية وأدبية متنوعة ، يكفي أن أقول أن شعار المعرض هذا العام كان عنوانه هو " طه حسين والتنوير" وما ترتب على ذلك من إعادة الهيئة العامة للكتاب اصدار الأعمال الكاملة لعميد الأدب العربي ...
 ثمة إشارات ومعالم إيجابية أخرى حملها معرض هذا العام ، أولها وأهما النسبة الهائلة من الشباب من زوار المعرض الحالي ، وحرصهم على إقتناء الأعمال الأدبية والسياسية والثقافية  المختلفة ، وهو ما يختلف نسبيا عن معرض عام ٦٩ وما تلاه من سنوات ، فقد جاء الزوار من مراحل عمرية مختلفة ، وبدت حينها النسب متقاربة ، ربما يرجع ذلك إلى أن الغالبية الكاسحة من الشباب المصري من خريجي الجامعات وقتها ، كانوا داخل صفوف القوات المسلحة وفي جبهات القتال ، أما الان فليس زمن حرب ، سوى حرب على الإرهاب الذي يضرب ويختفي على نحو يائس ومريب !!!
بجانب تلك المشاركة التي أعتبرها إيجابية للغاية لجيل يجيد إستخدام أجهزة الكمبيوتر والاتصال الحديثة ، ثمة إيجابية كبيرة تقدمها مؤسسات الدولة العاملة في مجال الثقافة ، وأعني بها الهيئة العامة المصرية للكتاب ودار الوثائق القومية والمركز القومي للترجمة وهيئة قصور الثقافة ، ففضلا عن دورها الرائد في تقديم كتب في مختلف المجالات المعرفية ، فهي تقدم أيضاً إصدارات بسعر مقبول للغاية ، وسلسلة مكتبة الأسرة والتي صدرت في نهاية  عقد التسعينيات من القرن الماضي وتحت إشراف زوجة الرئيس الأسبق حسني مبارك ، لا زالت تقدم أحدث مطبوعاتها بأسعار متاحة للجميع رغم رفع الدعم الذي كان يقدم لها من هيئات  مختلفة  ومؤسسات ودور نشر كانت تشارك أملا وطمعا في الحصول على رضى مؤسسات الحكم السابق ، نظام حكم الرئيس مبارك ... 
إلا أن واحدة من أهم الملاحظات التي شاهدتها في معرض هذا العام ، تتعلق بالقوات المسلحة ، فهيئة البحوث العسكرية وأكاديمية ناصر العسكرية تعرض في جناحها عدد كبير من الأعمال البحثية والعلمية ، الموثقة والرصينة ، لتاريخ الجيش المصري عبر العصور ، من الدولة الأولى لعصر الفراعنة وحتى اليوم ، فضلا عن تاريخ الحروب العربية الإسرائيلية من عام ١٩٤٨ وحتى حرب أكتوبر المجيدة ، بالإضافة إلى ترجمة الكتب والدراسات العالمية التي تناولت المؤسسة العسكرية المصرية وحروبها المختلفة ودورها السياسي والاجتماعي في العصر الحديث ، وكذلك نشر رسائل الماجستير والدكتوراه الصادرة عن الجامعات المصرية وأكاديمية ناصر العسكرية العليا التي تتناول الشأن العسكري المصري والعربي .... غير أن المؤسف بحق هو عدم إتاحة هذه الأعمال العلمية الهامة للجمهور العادي أو حتى المتخصص ، فتلك المطبوعات الفاخرة شكلا ومضمونا ومحتوى هي للعرض فقط ، وليست للبيع ، وهو الأمر الذي يثير العجب والدهشة والأسف ، ولسان حالك يقول " ولماذا العرض إذن ؟؟؟؟" وعندما سألت الضابط المسؤول عن جناح القوات المساحة عن كيفية التعامل مع هذه المعضلة ، تكرم بكل أدب واحترام والابتسامة لا تفارق وجهه ، قائلا " حتى الان الأمر الذي تطلبه حضرتك غير متاح ، ربما نعرض ما تكتبه هيئة البحوث العسكرية للبيع للمواطنين مستقبلا ، أي في الفترة القادمة ؟؟؟ وعندما سألته كيفية  الاستفادة من تلك الأبحاث ؟؟؟ قال " الذهاب إلى مكتبة أكاديمية ناصر العسكرية والاطلاع على ما فيها من كتب ، وهي هامة للغاية ، فضلا عن أبحاث هيئة البحوث العسكرية !!!.... حينها وجدت نفسي أقول له " سيادة العميد ... كم واحد من الشعب المصري سينال حظوة دخول تلك الأكاديمية العريقة والانتفاع بما فيها من كنوز العلم والمعرفة !!! اكتفى الرجل بالابتسامة ، ووجدت نفسي متوجها إلى الأبواب الرئيسية للمعرض عائدا إلى المنزل ، وأنا محمل بمزيج من مشاعر مختلطة من الأمل بشباب جميل باحث عن المعرفة من أصولها وهي الكتاب ، والرجاء بان تستمر الدولة بدورها برعاية الفقراء بتقديم خدمة ثقافية ومعرفية للشعب المصري بسعر في متناول الجميع ، والأسف على كتب وأعمال علمية محترمة غير متاحة للجميع ..... أما الإرهاق والتعب الذي بلغ بي مبلغا كبيرا ، فهو فضلا عن أنه حالة خاصة بالكثير من أبناء جيلي ، فأنه لن يمنعني بشد الرحال مرة أخرى إلى زيارة جديدة لحاضر راهن رغم ما أحمله من خواطر رائعة وحاضرة من زمن مضى ...) 
صلاح زكي أحمد... القاهرة / فجر ٢٩يناير ٢٠١٤ 

مصر والثلاثية المقدسة

مصر والثلاثية المقدسة ..... " الشعب والنيل والجيش " 
************
************
( وقف الخلق ينظرون جميعا .... كيف أبني قواعد المجد وحدي .
وبناة الأهرام في سالف الدهر ....كفوني الكلام عن التحدي .
أنا قدر الإله مماتي ..... لا ترى الشرق يرفع الرأسي بعدي .
ما رماني رام وراح سليما ..... من قديم ، عناية الله جندي ) 
شاعر مصر العظيم  " حافظ إبراهيم" 
في قصيدته " مصر تتحدث عن نفسها "
**********
**********
( شابت على أرضه الليالي .... وضيعت عمرها الجبالي .
ولم يزل ينشد الديارا ..... ويسأل الليل النهارا .
والناس في حبه سكارى..... هامو على شطه الرحيب . 
آااااه على سرك الرهيب ..... وموجك التائه الغريب . 
يا نيل يا ساحر الغيوب . ) 
الشاعر الكبير " محمود حسن إسماعيل " في رائعته النهر الخالد .
**********
**********
( أرى مصر يلهو بحد السلاح .... ويلعب بالنار ولدانها  .
وراح بغير مجال العقول ..... يجيل السياسة غلمانها .
وما القتل تحيا عليه البلاد .... ولا همة القول عمرانها .
ولا الحكم أن تنقضي دولة ... وتقبل أخرى وأعوانها  . 
ولكن على الجيش تقوى البلاد ...وبالعلم تشتد أركانها ) 
أمير الشعراء " أحمد شوقي " في قصيدته " نجا وتماثل ربانها " 
***********
********** 
صلاح زكي أحمد ... القاهرة في ٣٠ ديسمبر ٢٠١٣ 

الجزائر الشقيقة

في يوم الجزائر ، تحيا العروبة وكل صوت  أبي حر عميق 
......
مع فجر الأول من نوفمبر كانت صيحة الشعب العريق ....
على ظلم المستعمر وكل خائن للعهد ونجدة الوطن  الغريق ...
انطلق الثوار من جبال الأوراس في ظلمة الليل يبشرون بالفجر البهيج  .... 
يأتون بالبشرى والفرح والفرج بعد عهود من القهر العميق ......
يومها فجر الثوار ، رسائل الثورة ، في القصبة وتلمسان وقسنطينة والبليدة وعنابة وسطيف بلد الشهيد منذ  عام خمسة وأربعين .... .
إيذانا بميلاد الغد ، الغائب وراء سحب الضلالة والكذب منذ يوم الاحتلال الفرنسي البغيض ... 
حينها ، وبعد عهود من التيه ، وطمس الهوية ، وتغريب الشعب العتيد ....
 صاح بن باديس والإبراهيمي البشير ، وجمعية العلماء " آن للشعب أن يفيق "...
 وقبل موته ، قال الشيخ الجليل  " من هنا سيأتي الفجر والنصر من جبال الأوراس ، ونبوءتي لن تغيب " .... 
 صدقت صيحة " بن باديس " صيحة الحق  والبشرى لرجل من فرسان الثورة والصحابة ، ابن الأزهر العريق ....
لم يخلف الثوار وعدهم ، فقد لبوا النداء والفداء ولم يجدوا في الشهادة غير سير على درب الاوائل الفاتحين ....
جيش عقبة بن نافع وجنود طارق الفاتح والمرابطون من أبناء " محمد " الأمين ....
 جاء أبناء المجد ، " بوضياف والقاسم والعربي بن مهيدي وآيت أحمد والهواري ،  رفاق " بن بلة " الرمز العريق ...
ومعهم ديدوش مراد وبن خيضر وبلقاسم الكريم ، أحفاد " شيخ الثورة " عبد القادر " الأمير ، كانوا صيحة الحاضر للماضي التليد ....
وعبد الناصر ومصر العروبة ، كانت للحق خير سند وللثورة نعم الأخ في وقت ضاق ويضيق  ..... 
فصوت الثورة ... وجد من قاهرة المعز ، الناصرة للحق في كل عصر ، يد العون والأخ والصديق .... 
وصوت العرب  ، إذاعة الأمة من المحيط الهادر  إلى الُخليج الثائر ، حملت البشرى للعرب في كل ركن من المعمورة ودنيا العصر المجيد .... 
عصر الفخر. والثورة ،  والحلم ، والكرامة ، والعزة والوحدة ويوم الوعد والوعيد .....
 يوم الوعد للشعب...  "بالحرية والعلم والثقافة والعيش الرغيد " ....
 يوم الوعيد ... لكل غاصب للحق ، كاره للشعب ، طاغ بكل حقد على الشعب العتيد ....
يومها كانت الجزائر للعربُ خير بشرى للثورة والكرامة وفداء مليونا من الشهداء وما يزيد .... 
دمائهم الطاهرة ، كانت شعلة الحب و قنديل الضوء   من زمن الفتح و عمر ، الهاتف بالحق لرد الظالمين في كل عهد وعقد وعصر ودنيا ودين ...
ودعوة  " محمد "خير العباد منذ الخلق حتى يوم البعث ، يوم الحق والعدل  ووعد الصالحين ....
 جزائر الغد ، لك منى ، من مصر الأزهر والحسين والطاهرة زينب ، وأهرام المجد الخالدات ، كل تحية ... من سيناء الأبية العفية الوفية ، ودلتا النيل زهرة الحب ، ودعوة أسوان بلد السد ، معجزة العصر ، أن يصون الجزائر من كل خطب وكيد الطامعين ....
 عشت ياوطن العروبة ، رغم الغياب والبعاد ، بشعبك الأبي رغم كره الكارهين ....
فمصر ، رغم المحنة والأزمة ، هي القوية دوما ، بشعبها ، صاحب المجد والحضارة والقومة  الكبرى عند النداء والفداء والحق المبين .... 
هي الكبيرة على طول العهد والعمر ، لاتنكس عن نصرة ونجدة الأخ والصديق ، فما بالنا بالأخ الشقيق ....؟؟؟؟؟ 
************
************
كلمات من القلب مهداه من مواطن عربي / مصري إلى شعب الجزائر الحبيب الشقيق ، في ذكرى انطلاق الثورة الجزائرية ، وبدء حرب التحرير في الأول من نوفمبر عام ١٩٥٤ ..... 
صلاح زكي أحمد ... الأول من نوفمبر عام ٢٠١٣ ... القاهرة 

علمتني الحياة : الناس نوعان

علمتني الحياة : 
( ... الناس في هذه الدنيا نوعّان  : 
من أعطاهم الله من النِعم ما يتعذر حصرُه  أو حسابه ، لكنهُم  لا يشكُرون الله ولا يقروُن  بفضلِه  !!!! 
أما النوع الثاني من الناس فهو الذي يذكُر  الله بالفضل والشكر والحمد على السراء والضراء ... 
فهو يرى في كلاهما خيراً ، سواء من رَآه باعثاً للفرح والسرور ، أو من يراه ، لقصور في الفهم ، منبعاً للحزن أو الخُذلان ....
********
النوع الأول من الناس لا ينال من هذه الدنيا ، سوى لحظات من السعادة الكاذبة ، والفرح الضال ، فحسابات المكسب والخسارة تغلق عليه أي طاقة ضوء في حياته !!!
وفي الآخرة يكون من الخاسرين ، الذين ينتظرون من الله فرجاً ومغفرة بعد حساب بعدله ، لا عفواً برحمته ...
********* 
غير أن النوع الثاني من الناس ، يرى في كل ساعة أو يوم أو لحظة أو فعل ، سبباً للفرح وباعثاً للسعادة ... 
هذا النوع يربح الدنيا رغم قِلة ما جاء فيها ، وينعم بالآخرة على شكره لربه ...
 " لئٍن شّكرتُم لأزيدنكُم " صدق الله العظيم سورة ابراهيم ، الآية ٧ .....) 
صلاح زكي أحمد
القاهرة في : ٢٠ يوليو ٢٠١٥ 
ملاحظة : خلاصة حوار مع ابنتي العزيزة " مها محمد زكي " التي أعطاها الله ، منذ زمن ، فضل الشكر على طاعته ، فزادها الله من خيره الكثير ... بارك الله فيها وفي كل من كان على دربها ...








رسالة الي الذين لا يعرفون مصر قبل ثورة يوليو

رسالة الى الذين لا يعرفون مصر قبل ثورة ٢٣ يوليو :
**************************************************
( ... كان استاذي وصديقي ، المفكر القومي الكبير ، الاستاذ " محمد عودة " رحمه الله ، قول كريم ودقيق وحقيقي لا زلت أتذكره رغم مرور سنوات طويلة وبعيدة على سماعي له ، كان يقول : 
" هناك نوع من الناس ، الذين يطلقون على أنفسهم ، وصف " مثقفين " أصحاب غدة من الكراهية والحقد لا تعرف عن  ثورة يوليو وتاريخها غير بعض الإخفاقات ، ولا يذكرون أي إنجاز أو مكسب تحقق للأغلبية الساحقة من الشعب المصري !!!
أناس لو بحثت عن الأصول الاجتماعية لغالبيتهم ، ستجدهم أنهم من أبناء الفلاحين أو العمال أو صغار الموظفين ، بمعنى آخر ، أنهم من أبناء الطبقات والفئات الاجتماعية التي استفادت من قوانين العدالة  الاجتماعية ، مثل :  مجانية التعليم ، والإصلاح الزراعي والحد الأدنى للاجور ، وغيرها وغيرها من تلك القوانين التي لولاها ما شهد هؤلاء الناكرين للجميل الكارهين للثورة ، يوماً واحداً من الكرامة وعزة النفس  ...
هؤلاء ، لا يتم علاجهم إلاّ  في مصحة عقلية أو البحث عن مستشفى متخصص في معالجة غدد الكراهية ، وفقدان البصيرة " !!! 
*********
انتهى كلام الاستاذ " عودة " ، وانتقل الرجل الى رحمة  الله ، غير أن هذه الفئة الضالة الكريهة ، لم تنتهي ، وفي الغالب لن تنتهي ، فالحياة لا تخلو من هؤلاء ، لا تخلو من الشر لكي ندرك معنى الخير والفضيلة والحب ، لا تكتمل الحياة دون وجود هذه الفئة ، التي تستوي في الغواية والحقد والكراهية مع الشياطين والمنافقين وأصحاب الدرك الأسفل من النار ...
********
أتذكر منذ زمن تجاوز عشرات السنوات ، أن خصص الاستاذ " أحمد بهاء الدين " رئيس مجلس ادارة دار الهلال العتيدة ، العدد التذكاري لمجلة المصور بمناسبة الاحتفال بثورة يوليو في عام ١٩٦٥ ، خصص غالبية صفحات هذا العدد لموضوع واحد ، وفكرة واحدة ، وتقع تحت عنوان لافت وعبقري هو : 
" كان يا مكان " 
قام الاستاذ " بهاء " بوضع حشد هائل من الصور ، الصورة ونقيضها ، مثل فقير مصري ، يجر عربة  ، أشبه ب" الياشكا " الهندية تحمل أحد الباشوات الذي يتجاوز وزنه أكثر من طن ، وهذا المواطن المُعدم الفقير ، يمشي حافي القدمين ، وبؤس الدنيا على وجهه !!!!!
 ومثلاً : أحد الاحتفالات الفخمة الباذخة الثراء والسفه ، التي تجمع المئات من زوجات وأميرات الأسرة الملكية ، وعشيقات الأمراء ، وزوجات السفراء والوزراء والباشوات ، والهدف ، هو القيام بحملة خيرية ، تحت رعاية صاحبة السمو الملكي ، الملكة " ناريمان " لجمع التبرعات لمكافحة ظاهرة الحفاء بين أبناء الشعب !!!
وهكذا يفرد الاستاذ " بهاء " مئات الصور ، كل منها مصحوباً بكلمات قليلة  ، صور مُعبرة ، غير أنها صور مؤسفة ومُهينة  وحزينة ومؤلمة ، وقد ختمها بصورة كبيرة لجريدة حزب مصر الفتاة ، تجمع مئات من المصريين الفقراء الذين يفترشون الأرصفة في إكبر ميادين العاصمة ، ميدان الإسماعيلية ، التحرير فيما بعد ، في يوم شتاء بارد وعاصف وقاسٍ ، ويكتب تحتها ، وبمانشيت عريض عبارة مكونة من ثلاث كلمات  : 
" رعاياك يا مولاي الملك !!!! " 
********
قبلها كان الاستاذ " خالد محمد خالد " قد أصدر كتاباً لم يرى النور إلاً لبضع ساعات ، قبل مصادرته ، كان عنوانه " مواطنون لا رعايا " يشرح فيه صور البؤس والفقر والحاجة ، والفقر الذي يصل ، والعياذ بالله ، الى حد الْكُفْر !!!! ...
قبلها بسنوات قليلة نشر الاستاذ العميد ، الدكتور " طه حسين " بضع مقالات ناقدة وفاضحة وكاشفة للظلم والقهر الإجتماعي  الذي كان يعيشه الملايين من الشعب المصري ، فما كاد المقال يعرف طريقه للنشر  إلاّ وتصادر الصحيفة الناشرة  له ، ويُستدعى  " طه حسين "  للنيابة العامة للاستحواب والتحقيق معه ...
ولم يتح للدكتور " طه " نشر هذه المقالات  في كتاب إلاً بعد قيام الثورة ، ثورة يوليو !!!!
وكان عنوان الكتاب قاسياً ومؤلماً ، كان العنوان هو " المعذبون في الأرض " ...
غير أن الإهداء كان أقسى وأقصى ، حتى بات أهم وأخطر إهداء لعمل أدبي أو فكري في تاريخ العرب الحديث !!!
كان الإهداء يقول : 
" الى الذين يحرقهُم  الشوق الى العدل ، والى الذين يؤُرقهم  الخوف من العدل ... 
الى أولئك وهؤلاء جميعاً أسوق هذا الحديث " 
             **************
" الى الذين يجدون  ما لا ينفقون  ، والى الذين لا يجدون ما ينفقون ... 
يساق هذا الحديث " ... ) 
**********
 صلاح زكي أحمد 
القاهرة : ٢٢ / ٢٣ يوليو ٢٠١٥

ثورة الكرامة

ثورة الكرامة :
************
( .... منذ ٦٣ عاماً ، وتحديداً في ليلة الثلاثاء / الأربعاء ، الموافق ٢٢ / ٢٣ يوليو من عام ١٩٥٢ ، تغير وجه تاريخ مصر الحديث ، فتغير وجه التاريخ العربي ، والتاريخ الإقليمي والعالمي .... 
عند الساعة الفاصلة بين اليومين ، تحرك بعض من ضباط الجيش المصري ، وصل عددهم الى ٩٠ ضابطاً بالتمام والكمال ، لم يعرف أسمائهم كاملاً سوى ضابط واحد فقط ، اسمه "'جمال عبد الناصر حسين  سلطان " ولم يكن يحمل سوى رتبة " البكباشي "كان هو الوحيد الذي يعرفهم فرداً ، فرداً ،  بوصفه القائد والمُنظم  والمُشرف  على تنظيم سري يعمل داخل صفوف الجيش ، اسمه " حركة الضباط الأحرار " ...
******
تأسس التنظيم عند منتصف الاربعينيات من القرن الماضي ، وتطور في أكثر من مرحلة ، وكانت حرب فلسطين عام ١٩٤٨ هي الاختبار النهائي والعملي لقوته وصلابته... 
كان غالبية ضباط هذا التنظيم من صغار الضباط المشاركين في تلك الحرب ، والتي أدرك الكثير منهم ، أن المعركة الحقيقية هي في مصر ، في القاهرة ، لا فلسطين ، حيث تهيمن على مصر طبقة من أصحاب المصالح ، الإقطاع ورأس المال ، ويسيطر علي هذه الطبقة ، ملك فاسد تافه يتربع على سلطة الحكم ، ثم يعتلي هذا الهرم الفاسد جيش الاحتلال البريطاني ، الذي احتل البلاد في عام ١٨٨٢ وبمعاونة من حاكم عميل وحقير اسمه " توفيق " ...
خديوي مصر ، الخائن لوطنه والمتآمر على الثورة العرابية الخالدة ....
كان الاحتلال في ذلك الزمن ، والكاتم  لأنفاس الشعب والوطن لأكثر من ٨٠ عاماً هو الآمر الناهي ...
 يأمر الملك فيطيع ، فيخضع من بعده تحالف الإقطاع ورأس المال ، أما الشعب ، صاحب الأرض والفضل ، فهو المُهان في وطنه ، المُتسول في مُدنه ، والباحث عن بقايا فُتات من خبز وطعام من بقايا ، بقايا موائد الكبار !!!! ....
******
في تلك الليلة كان هذا الشعب على موعد مع القدر ...
تحركت طلائع من جيش العزة والكرامة ، كان عبد الناصر واقفاً هو وزميله " عبد الحكيم عامر "  ليشرّف على حركة القوات في ذلك الموضع الذي أقيم فيه بعد سنوات ، مسجد " جمال عبد الناصر " في كوبري القبة ، وذلك لقرب رئاسة أركان الجيش من ذلك المكان ، والذي يحتله الآن المُجمِّع الطبي للقوات المسلحة في كوبري القبة ....
*********
كان مجلس قيادة الحركة ، والذي كان يسمى وقتها " اللجنة التنفيذية "  قد عقد آخر اجتماع له في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الثلاثاء الموافق ٢٢ يوليو في بيت الضابط " خالد محيي الدين " على نحو مايذكر المؤرخ الفرنسي " جورج فوشيه " في كتابيه عن الثورة :" عبد الناصر وصحبه ، وعبد الناصر في طريق الثورة "...
فبعد أن راجعوا خطة الثورة التي أعدها " زكريا محيي الدين " وأدخل " ناصر " بعض التعديلات الجوهرية عليها ،  انتهى الاجتماع في تمام الساعة التاسعة مساء نفس اليوم ، وتوجه  كل ضابط من أعضاء اللجنة القيادية للحركة الى وحدته العسكرية ، على أن يتم التحرك في تمام الساعة الثانية عشر من مساء ٢٢ / ٢٣ يوليو من عام ١٩٥٢ ...
******
تفاصيل تلك الليلة المجيدة والعظيمة في تاريخ مصر وسائر العرب والإنسانية ، جاءت في عشرات الكتب ، بل مئات الكتب ، لكن يكفيني في تحديد مكانتها العالية ، وموقعها الفريد في تاريخ البشرية ، أن أذكر ما جاء في كتاب وأحد من كتب مفكرنا الكبير ، العبقري  ، " جمال حمدان " ففي كتابه الفذ والطليعي " استراتيجية الاستعمار والتحرير " يقول : 
" لم تعرف الانسانية خلال القرون الثلاثة الماضية سوى أربع ثورات ، يُمْكِن  أن يطلق عليها الثورات العالمية الكبرى ، التي تركت علامات بارزة في تاريخ البشرية ، وهي الثورة الفرنسية والثورة الامريكية والثورة الروسية وثورة ٢٣ يوليو المصرية ، ثورة ١٩٥٢ ..."
*******
كانت الثورة المصرية ، والشعب المصري والعربي ، في صبيحة هذا اليوم على موعد مع القدر بحق ...
في صباح يوم الاربعاء ، الموافق " ٢٣ يوليو ١٩٥٢ " كتب الاستاذ " كامل الشناوي " أحد رؤساء تحرير جريدة الأخبار ، مقالاً يتصدر الصفحة الرئيسية من تلك الجريدة ، يحمل عنواناً لافتاً ومثيراً ، عنواناً هو النبؤة بعينها !!!!
كان العنوان هو : 
" مصر تبحث عن رجل " !!!!
******
كان " عبد الناصر وصحبه " هوالرجل ، وصحبه ، هم الرجال ...) 
********
صلاح زكي أحمد 
القاهرة : يوم ٢٢ / ٢٣ يوليو من عام ٢٠١٥  

علمتني الحياة ، وعلمني التاريخ

علمتني الحياة ، وعلمني التاريخ : 
********************************
( ... " العدل أساس الملك " ... 
الخطاب موجه للعرب وللعالمين جميعاً، والخطاب من الله سبحانه وتعالى ، رب العزة ...
العدل يُطبق في الكثير من دول العالم ، ولكنه لا يعرف طريقه الى دنيا العرب وغالبية ديار الاسلام !!!
******
الخطاب جاء في القرآن الكريم ، أي منذ أكثر من أربعة عشر قرناً ، ولكن ذلك العدل ، أو تلك الفريضة الغائبة لم تطبق إلاّ في عصور خاطفة ، وفي مراحل عابرة ...
لم يذكر لنا التاريخ العربي والإسلامي ، سوى ثلاثة رجال ، اقترن بهم العدل ، وكانوا له عنواناً ..
*******
 الأول : " عمر بن الخطاب " ، والثاني : " عمر بن عبد العزيز " ، والثالث هو " جمال عبد الناصر "
الأول مات مقتولاً ، والثاني مات مسموماً ، والثالث مات مقهوراً ... 
حسبي ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلاً بالله ...) 
*******
صلاح زكي أحمد
القاهرة :،٢٣ يوليو ٢٠١٥