في يوم الجزائر ، تحيا العروبة وكل صوت أبي حر عميق
......
مع فجر الأول من نوفمبر كانت صيحة الشعب العريق ....
على ظلم المستعمر وكل خائن للعهد ونجدة الوطن الغريق ...
انطلق الثوار من جبال الأوراس في ظلمة الليل يبشرون بالفجر البهيج ....
يأتون بالبشرى والفرح والفرج بعد عهود من القهر العميق ......
يومها فجر الثوار ، رسائل الثورة ، في القصبة وتلمسان وقسنطينة والبليدة وعنابة وسطيف بلد الشهيد منذ عام خمسة وأربعين .... .
إيذانا بميلاد الغد ، الغائب وراء سحب الضلالة والكذب منذ يوم الاحتلال الفرنسي البغيض ...
حينها ، وبعد عهود من التيه ، وطمس الهوية ، وتغريب الشعب العتيد ....
صاح بن باديس والإبراهيمي البشير ، وجمعية العلماء " آن للشعب أن يفيق "...
وقبل موته ، قال الشيخ الجليل " من هنا سيأتي الفجر والنصر من جبال الأوراس ، ونبوءتي لن تغيب " ....
صدقت صيحة " بن باديس " صيحة الحق والبشرى لرجل من فرسان الثورة والصحابة ، ابن الأزهر العريق ....
لم يخلف الثوار وعدهم ، فقد لبوا النداء والفداء ولم يجدوا في الشهادة غير سير على درب الاوائل الفاتحين ....
جيش عقبة بن نافع وجنود طارق الفاتح والمرابطون من أبناء " محمد " الأمين ....
جاء أبناء المجد ، " بوضياف والقاسم والعربي بن مهيدي وآيت أحمد والهواري ، رفاق " بن بلة " الرمز العريق ...
ومعهم ديدوش مراد وبن خيضر وبلقاسم الكريم ، أحفاد " شيخ الثورة " عبد القادر " الأمير ، كانوا صيحة الحاضر للماضي التليد ....
وعبد الناصر ومصر العروبة ، كانت للحق خير سند وللثورة نعم الأخ في وقت ضاق ويضيق .....
فصوت الثورة ... وجد من قاهرة المعز ، الناصرة للحق في كل عصر ، يد العون والأخ والصديق ....
وصوت العرب ، إذاعة الأمة من المحيط الهادر إلى الُخليج الثائر ، حملت البشرى للعرب في كل ركن من المعمورة ودنيا العصر المجيد ....
عصر الفخر. والثورة ، والحلم ، والكرامة ، والعزة والوحدة ويوم الوعد والوعيد .....
يوم الوعد للشعب... "بالحرية والعلم والثقافة والعيش الرغيد " ....
يوم الوعيد ... لكل غاصب للحق ، كاره للشعب ، طاغ بكل حقد على الشعب العتيد ....
يومها كانت الجزائر للعربُ خير بشرى للثورة والكرامة وفداء مليونا من الشهداء وما يزيد ....
دمائهم الطاهرة ، كانت شعلة الحب و قنديل الضوء من زمن الفتح و عمر ، الهاتف بالحق لرد الظالمين في كل عهد وعقد وعصر ودنيا ودين ...
ودعوة " محمد "خير العباد منذ الخلق حتى يوم البعث ، يوم الحق والعدل ووعد الصالحين ....
جزائر الغد ، لك منى ، من مصر الأزهر والحسين والطاهرة زينب ، وأهرام المجد الخالدات ، كل تحية ... من سيناء الأبية العفية الوفية ، ودلتا النيل زهرة الحب ، ودعوة أسوان بلد السد ، معجزة العصر ، أن يصون الجزائر من كل خطب وكيد الطامعين ....
عشت ياوطن العروبة ، رغم الغياب والبعاد ، بشعبك الأبي رغم كره الكارهين ....
فمصر ، رغم المحنة والأزمة ، هي القوية دوما ، بشعبها ، صاحب المجد والحضارة والقومة الكبرى عند النداء والفداء والحق المبين ....
هي الكبيرة على طول العهد والعمر ، لاتنكس عن نصرة ونجدة الأخ والصديق ، فما بالنا بالأخ الشقيق ....؟؟؟؟؟
************
************
كلمات من القلب مهداه من مواطن عربي / مصري إلى شعب الجزائر الحبيب الشقيق ، في ذكرى انطلاق الثورة الجزائرية ، وبدء حرب التحرير في الأول من نوفمبر عام ١٩٥٤ .....
صلاح زكي أحمد ... الأول من نوفمبر عام ٢٠١٣ ... القاهرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق